رواية مملكة تارتين الفصل الحادي عشر 11 بقلم اسماعيل موسي
#مملكة_تارتين
11
بعد أن نصبت مرجانه الخيمه وسط الصحراء، قالت للحامى بخجل، سأحضر الطعام، يمكنك أن تنام اذا كنت تشعر بتعب، لن اتأخر، وكان فى صوتها تهدج وخمول لامع وفى عينيها بريق انولد للتو، شكرها الحامى، لا اشعر بالنعاس سأنتظرك
ربما اجمع الحطب حتى عودتك.
انطلقت مرجانه بفرح تجوب الفيافى والوديان، كانت من المرات القليله التى أعجبت فيها بقواها الجنيه، كان لديها مشاعر تجاه الحامى وكانت تتمنى ان يكون لديه المثل
مشى الحامى يجمع الحطب وكان باله مشغول على باتيكا وعلى مهمته الوشيكه، عندما عاد وجد مرجانه داخل الخيمه
اشعل النار واعد الطعام وكان يحكى لمرجانه عن مهمته، كان يثق بها من اول لحظه ويعلم انها لن تخونه، مرجانه كانت تقدر كل ذلك واقسمت على مساعدة الحامى وحماية باتيكا بروحها، بعد أن أنهيا الطعام، افترش الحامى الأرض امام الخيمه وترك لمرجانه الخيمه تنام داخلها.
قبل الفجر نقلت مرجانه الحامى امام بوابة بردانه وتمنت له رحله موفقه، قالت إنها ستنتظره خارج أسوار المدينه ولن تتحرك قبل عودته.
دخل الحامى ناصر أرض بردانه وشعر ببروده غير عاديه كأن الطقس تغير داخل أسوار المدينه
كان هناك سوق كبير، تجار من كل مكان ينتظرون خارج بوابة المدينه دخلو معه
وسرعان ما تحولت المدينه النائمه لخلية نحل، البعض يبيع تجارته والأخرين يبحثون عن سحره يقضون حاجتهم
داخل بردانه أشكال البيوت غريبه، وكل البيوت مغلقه ولاحظ الحامى ناصر ان فوق كل بيت مصباح بلون مختلف
يتدرج بين الأصفر والأحمر والأسود
سأل واحد من التجار الذين يفترشون الطريق عن ذلك
قال التاجر، تتدرج المصابيح تبعا لقوة كل ساحر ومكانته
الاصفر يعنى مبتداء، والاخضر يعنى انه يقوم بحركات سحريه سهله والأحمر يعنى متمكن اما الأسود فهو لكبار السحره وسادتهم وأكثرهم خبره ولكل بيت سعره
فكر الحامى، عليه ان يختار المصباح الأسود اقترب من اول باب وقبل ان يطرقه
ظهرت له امرأه، لا انصحك بدخول هذا المنزل، السحر الأسود واصحابه ليس لهم امان ولن تنجو منهم
قال الحامى لمن انا مضطر لذلك
قالت المرأه اذا كان ذلك امضى لنهاية السوق ولا تدخل الا البيوت المفتوحه فاصحابها داخلهم خير ولن يأذوك
مشى الحامى داخل السوق حتى نهايته ولم يجد سوى باب واحد مفتوح، اقترب الحامى من الباب واشتم رائحة البخور داخله، ثم قال السلام عليكم
وعليكم السلام، ادخل
دخل الحامى البيت، بيت قديم بسيط التكوين فى نهايته امرأه توليه ظهرها
اهلا بالحامى ناصر
تعجب ناصر من المرأه، كيف تعرفين أسمى؟
قالت المرأه اعرف اسمك واعرف لماذا انت هنا، كيف أكون ساحره باعتقادك؟
تأسف ناصر للساحره اعتذر من قلة لياقته
اخبرنى عن حاجتك؟
قال ناصر تعرفين حاجتى لماذا تسألين عنها؟
قالت المرأه اخبرنى عن حاجتك؟
تنهد ناصر، اريدك ان تعلمى شخص ما السحر
قالت المرأه، اين هذا الشخص؟
قال ناصر فى مكان بعيد
قالت المرأه احضره هنا
قال ناصر لا استطيع
قالت المرأه وانا لا استطيع الخروج من المدينه
تعجب ناصر، كيف تكونين ساحره كبيره ولا تستطيعين مغادرة المدينه؟
دار كل ذلك الحديث والمرأه توليه ظهرها ولم يرى وجهها بعد
اسمع أيها الحامى، لديك حاجه ولدينا حاجه، أقصى حاجتنا، نقضى حاجتك
سأل ناصر ما حاجتك؟
قالت المرأه أمير من الجان يخدمنى ويسخر لى، حتى استطيع مغادرة المدينه
همس ناصر انا لا استطيع ان افهم كيف لا تستطيعى مغادرة المدينه
كانت هناك حرب بينى وبين السحره داخل أسوار مدينة بردانه، وكنت تغلبت على بعض منهم، لكن كرامتهم ثارت
كيف لامرأه ان تهزم رجل؟
لذلك جمعو قوتهم وحاربونى كجيش واحد، طالت بيننا الحرب ولم يفلح أحدنا فى هزيمة الآخر
لم يرضى السحره بذلك، لم يتقبلو ان امرأه واحده وقفت ضدهم، وكان لكل ساحر كبير خادم من أمراء الجان وانا واحده منهم، عندما فشلو فى هزيمتى ارسلو وفد لوالد الأمير الذى يخدمنى، تفاضو معه وتعاهدو على خدمته نظير ان يفصل بينى وبين خادمى، تمكن ملك الجان من الفصل بينى وبين ابنة رغم العهود التى قطعناها معآ، بمساعدة بقية الأمراء والاميرات المسخرين قتلو خادمى وتمكنو من هزيمتى واثرى داخل بيتى، لم يقومو بقتلى بل رؤيتى مهزومه ذليله امام سكان المدينه، منذ عشرين عام ان أدر وجهى لزائر كانت تلك اوامرهم، وكما ترى اتحدث معك وظهرى لك ولم استطيع مواجهة اى مخلوق قبل أن استعيد خادمى، فجأه قالت المرأه لناصر، افتح باب الخزانه تحت قدمك واغلق الباب عليك ولا تتحرك مهما حدث حتى انادى عليك
مهما حدث يا ناصر لا تتدخل هل تفهم؟
اندس ناصر داخل الحجره الأرضيه وبعد ثوانى داخل رجل عجوز اسود الوجهه منحنى الظهر على رأسه عمامه داخلها ريشة نعام
كان إلى جواره عبد بيده سوط، اقترب الرجل من المرأه وأمر العبد ان يعرى ظهرها ثم امسك السوط وجلد ظهر المرأه
لم يتحمل الحامى صراخ المرأه واراد ان يتدخل، لكن كلمات المرأه كانت فى عقله لا تتدخل مهما حدث، المرأه كانت تعرف ما سيحدث ولم ترغب بتدخله
ظل الرجل يجلد المرأه حتى انهد حيله وتصبب العرق من جسده، ناول الشوط للعبد ثم غادر المنزل
اخرج يا ياناصر
اسماعيل موسى
خرج ناصر من الحجره الأرضيه، لماذا لم تسمحى لى بمساعدتك؟
قالت المرأه لن تقف فى وجه ساحر كبير يخدمه أمير من الجان، انتظرت هذه اللحظه عمر طويل ولا أريد أن اضيعها
أترى ذلك الدهان احضره من فضلك
احضر ناصر الدهان، همست المرأه بخجل، ادهن جراحى قبل أن افقد وعى
بعد أن دهن ناصر الحامى جراح الساحره وجد ان جراحها تبراء من تلقاء نفسها
قالت المرأه هناك شخص احضر هذا المرهم لبيتى وكلما نفذ احضر واحد آخر، لم يتحدث معى ولم أرى وجهه وهو محجوب عنى لكن اعتقد انه واحد من السحره يساعدنى فى الخفاء، لولا هذا المرهم لتعفنت جراحى منذ زمن طويل ومت فى مكانى هنا
ها يا ناصر لم تخبرني برأيك؟
قال ناصر ارعب بمساعدتك لكن انا لا اعرف خادم من الجان، أمير من نسل ملكى
قالت المرأه تعرف يا ناصر
تعرف وعليك أن تختار، اما ان تحضر لى خادم من نسل ملكى واما المختاره ايهما اهم بالنسبه لك؟